برنامج تريز ..
من البرامج الحديثة في المنطقة العربية والتي يتنبأ المختصون بأنه سيكون له مستقبلا واعدا، نظرا لما حققه البرنامج في دول العالم الغربي الذي أفرد له الآلاف المواقع على شبكة الإنترنت كدليل قاطع على أهميته.يستند هذا البرنامج إلى نظرية تريز التي ولدت على يد العالم الروسي المهندس هنري ألتشلر الذي عمل في قسم توثيق براءات الاختراع وقتا طويلا، ولفت نظره تشابه وتكرار الكثير من الأفكار لدى المخترعين الذين قدموا للعالم أعمالا إبداعية حصلوا من خلالها على براءة الاختراع، فعزم هنري ألتشولر ورفاقه العزم على الدراسات المكثفة لأكثر من مليوني براءة اختراع والتي تمثل جزء كبير من الأعمال الإبداعية في الإبداع ، وبالفعل قام ورفاقه بتحليل تلك البراءات تحليلا دقيقا من أجل أن يتعرف على الأفكار الإبداعية التي بلغت بأصحابها درجة الاختراع واكتشاف الجديد للعالم، وبالفعل توصل إلى أن هناك أربعون استراتيجية إبداعية يمكن استخدامها لتنمية التفكير الإبداعي لدى الفرد، ويمكن من خلالها الوصول إلى حل المشكلات بطرق إبداعية في مختلف جوانب النشاطات الإنسانية.

بماذا تتفرد نظرية تريز ؟
تنفرد نظرية تريز بأنها تستند إلى منهج علمي واقعي ناتج عن تحليل محتوى أكثر من مليوني براءة اختراع، فأساسها العلمي متين، والبناء عليه سيكون متماسكا طوال فترة المستقبل.

من أين يستمد برنامج تريز قوته في العالم ؟
يستمد برنامج تريز قوته عالميا من اعتماده في كبريات شركات العالم مثل شركة فورد وموتورلا، وكذلك اعتماده في أشهر جامعات اليابان أوروبا وأمريكا.ففي اليابان قامت جامعة هوتشي بإنشاء مركز الإبداع العلمي والتقني وعمل من خلال هذا المركز حتى عام (1997 ) على تدريب ( 4000 ) متدرب على نظرية تريز من خلال ( 96 ) دورة تدريبية من مختلف المستويات الابتدائي والمتوسط والثانوية والمرحلة الجامعية  و في ( نيكارجوا ) قامت جامعة العلوم التجارية بتبني نشر هذه النظرية،وتقوم حالياً بتأهيل ( 14 ) عضواً من أعضاء هيئة التدريس ليكونوا قادرين على تدريس هذه النظرية.أما السلطات في وزارة التربية والتعليم الفرنسية فتبنت في مشروعها الوطني تدريب ما يقرب من ( 17000 ) معلم ، وسيتم استخدام النموذج التدريسي الذي تم تطويره في الاتحاد السوفييتي سابقاً لتطبيقه على مستوى الدولة في فرنسا. لقد أصبحت الآن نظرية تريز معروفة في أكثر من ( 28 ) دولة في العــالم ، ويتم تدريسها في أكثر من ( 42)جامعة ، ولها الآلاف المواقع على الانترنت باللغة الانجليزي .


المزيد من القوة..
ترتكز نظرية تريز على المخزون المعرفي التراكمي للحضارة الإنسانية من حلول إبداعية واختراعات وابتكارات سابقة. وتهدف إلى جعل العملية الإبداعية والابتكارية متوفرة وممكنة لكل من أراد ذلك بغض النظر عن قدراته الإبداعية الفطرية ، حيث أثبتت الدراسات والتجارب العملية أن البراعة والتفوق وكذلك الإبداع يمكن تحقيقها بالتدريب والممارسة ولا يشترط وجودها عند الولادة. وقد خلص ألتشولر من دراسته لهذا العدد الكبير من الاختراعات والأفكار الإبداعية إلى النتائج الإحصائية التالية:

§         نحو 96% من الاختراعات والابتكارات الجديدة تستعمل مبادئ إبداعية معروفة سابقا.
§         أقل من 4% من الاختراعات الجديدة تعتبر اختراقات علمية أو تكنولوجية جديدة.
§         الحلول الإبداعية أو الاختراعات تنشأ عن حل تناقضات موجودة في المشكلة.
§         المبدعون والمبتكرون يستعملون أنماط ومنهجية تفكير منظم. هذه الأنماط والآليات لإيجاد الحلول الإبداعية يمكن تحديدها وتعميمها.
§         الأفكار الإبداعية يمكن توليدها بطرق منهجية منظمة.


انتشر استعمال تقنيات وآليات نظرية تريز من قبل المؤسسات التعليمية والشركات الصناعية والتكنولوجية في الولايات المتحدة واليابان والدول الأوروبية والهند ودول شرق آسيا منذ عام 1990، وتأسس العديد من المؤسسات والشركات التي تعمل على تطوير ونشر برامج تدريبية خاصة مبنية على هذه النظرية، كذلك قامت الشركات الكبرى بتطوير وتكييف برامج تدريب في استعمال تريز بما يتناسب مع متطلباتها الخاصة وجعلها أسهل للاستخدام في تطوير المنتجات وحل المشكلات التقنية والإدارية. من الشركات التي اعتمدت تريز لتدريب موظفيها: Ford, Toyota, Samsung, IBM, Boeing, Rockwell, General Dynamics, Mitsubishi, General Motors, Panasonic, LG Electronics, Hyundai  وغيره.

تستخدم آليات واستراتيجيات تريز الحديثة في:
§         تطوير قدرات التفكير الإبداعي والتطوير العلمي والتقني في المؤسسات التعليمية لمختلف المراحل الدراسية
§         تسريع ابتكار وتطوير منتجات جديدة وحل المشكلات التقنية والإنتاجية في الشركات الصناعية والإنشائية والتكنولوجية؛ وسائل وطرق الإنتاج.
§         تحسين ورفع كفاءة إدارة المشاريع التجارية والصناعية والإنشائية.
§         تطوير الإجراءات التحليلية والتنفيذية في العلوم الطبية وعلوم الاقتصاد والإدارة والاجتماع وغيرها.